═══════ • • • ══
طفل عالم بربه - ٩
═ • • • ═════
《آثار معرفة الله في حياة الطفل》
قد ثبت في مباحث علم النفس الديني أنّ لمعرفة الله آثاراً بارزةً في حياة الإنسان عامّة والطفل خاصّة تنعكس بالإيجاب على نفسيّته وسلوكه بميادين شتّى من حياته، وتكون بنفسها منطلقاً أساسياً به نحو مستقبل واعد ملؤه الإيمان والأمل نذكر منها :
١- تعميق العلاقة مع الله جلّ وعلا :
تعتبر المعرفة - معرفة الله - سببا رئيسيا لمحبة الله وطاعته؛ خصوصا إذا نظرنا إلى أن المعرفة المرادة هنا ليست هي تلك المعرفة التي يقتصر فيها على الاصطلاحات والمفاهيم النظرية، وإنما هي تلك التي تنبع من صميم وجوده، فعندما تنمو هكذا معرفة في نفس الطفل ويصبح - هو كطفل - عالم بربه وبصفاته ومحبته وقدرته اللامتناهية؛ ويصبح الله جل وعلا جزءا لايتجزأ من برنامج عمله اليومي، عندها يظهر ما لمعرفة الله من آثار نفسية ومنهجية في حياته، يسعى إلى تعميقها أكثر فأكثر دون أن يتقيد بعدها بسن معين أو زمان أو مكان .
فإذا استطاع الأهل أن يوجدوا هكذا معرفة في حياة الطفل فهذا يعني أنهم تمكنوا من غرس نبتة الخير والمحبة التي لن تلبث إلّا أن تنمو شيئا فشيئا بعد أن تكون قد أحكمت جذور المعرفة في نفسه.
❁ ويركز العلماء والمختصون على أنه يجب أن ترتكز نقطة الانعطاف الأولى في عملية التربية على ترسيخ محبة الله في قلب الطفل حتى وإن كانت مختلفة من طفل لآخر؛ بل أن التربية الدينية- مهما كانت هويتها- تستطيع أن تضفي على الطفل معنى من الخير والصلاح إن هي ارتكزت في مسيرها على محبة الله ومعرفته؛ ولنا في هذه القصة خير مثال على ذلك:
يحكى أنه كان في غابر الزمان عجوز قد أنهكته السنون وخبرته التجارب، وكان له ثلاثة أولاد يتنافسون فيما بينهم بالصلاح والكمال إلا أن أصغرهم كان أكثر حنكة ومعرفة، وكان والده كثيرا مايبرز له ذلك أمام إخوته مما كان يدعوهم للتساؤل عن سبب اهتمام الأب به، فأراد يوما أن يبرر لهم ذلك فطلب منهم أن يملأوا مستودع المنزل بمايرونه مناسبا بحيث لايبقى فيه ولامنفس واحد.
❁ في اليوم الأول قام الكبير بملئ المستودع بالرمل والحصى؛ وبالفعل لم يبق فيه منفس إلا وقد سدّ.
استحسن الأب فكرته ولكنّه قال له: بنيّ إنّ ما قمت به جيد جدا إلاّ أنّه يستنفذ الكثير من الوقت.
❁ فقام الثاني في اليوم التالي وملأ المستودع بكوم القشّ وظن أنّه هو الذي سيفوز.
إرتسمت على شفتي الأب ابتسامة خفيفة وقال للثالث منهم : قم يابنّي على بركة الله.
❁ امتثل الصغير للأمر ودخل المستودع لكنّه ما لبث إلّا أن خرج مسرعا معلنا أن مهمته قد انتهت.
تعجّب الأخوان من قوله ودخلا إلى المستودع مسرعين لكنهما فوجئا أن المستودع خال من كلّ شيء سوى شمعة في وسطه كان قد أشعلها هو بنفسه.
طلب الوالد من الصغير أن يفسر لهم حقيقة الأمر، فقال: إن الشمعة التي أشعلتها يا أبي قد ملأت بنورها كل زواية من زوايا المستودع الكبير.
❁ منتدى الأسرة الثالث عشر ❁
صبغة الله - ٢
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
──── •.• •.• ────
تابعوا حسابنا على :
التلغرام
*
http://goo.gl/EUjrNI
انستغرام
http://Instagram.com/ansar.hujjah
*
منتدى الأسرة
http://bntalhuda.net/vb/forumdisplay.php?f=40
مأتم أنصار الحجة (عج)