عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-19-2017, 06:11 AM
الادارة الادارة غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 117
افتراضي عرض ملخص الفائزة بالمركز الثاني في مسابقة ( 💥 ومضة شهيد 💥 )

حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية

التلخيص الفائز بالمركز الثاني
في مسابقة

💥 ومضة شهيد 💥
بمناسبة ذكرى الشهيد
الصدر ال(37)
(1438هـ -2017م)

ــــــــــــــــــ •✵• ـــــــــــــــــــ

🗞 الشهيد الصدر🗞
والتجديد في قراءة التاريخ



اسم المتسابقة: /
آمال ناصر المتوزي
السيرة الذاتية : جامعية، كاتبة وصحفية ، تقدم دورات في دار القرآن .


📝 ملخص كتاب : فدك في التاريخ
( السيد الشهيد محمد باقر الصدر )

(156) صفحة


أولا : فـــــــــدك

1- فدك الأرض الحجازية
فدك قرية في الحجاز ، بينها وبين المدينة يومان ، هي أرض يهودية. في السنة السابعة للهجرة قذف الله الرعب في قلوب يهودها فصالحوا الرسول على نصفها ، وقيل كلها ، فصارت ملكا له لأنه لم يرجف عليها بخيل ولا ركاب ، فقدمها نحلة لابنته فاطمة ( ع) .
لفدك قيمة معنوية عالية في النظر الإسلامي ، إضافة إلى مالها من قيمة مادية ، قد وُصفت لسعتها في معجم البلدان بالقرية ، وقدّر البعض نخيلها بنخيل الكوفة ! ولذا كانت مدرار أموالٍ طائلةٍ وثروةٍ هامة في عوائدها . وبوفاة الرسول بدأت الجهات الحاكمة والدول المتعاقبة تتقلّبها غصبا بدعوى أنها من أموال المسلمين العامة في سلسلة مرتبكة بين السلب والردّ من و إلى الفاطميين ، تحكمها في ذلك التطلعات السياسية والمطامع والأهواء وفق ما تقتضيه المصالح الظرفية .



2 – فدك في واقعية الفهم التاريخي

أ- فدك قصة ثورة :
وقفت فاطمة بنفسها خطيبة في مسجد رسول الله - وهي المرأة المكلومة بفقد أبيها – وقفة المبالغة في المعارضة بتركيز المجاهرة الغاضبة بطلب تخليص إرثها وحقوقها من الخمس وفدكٍ من بين يدي خصيميها الأول والثاني بعدما أنكرا نحلة الرسول إياها ، وتعدّيا بغصبها وانتزاعها قسرا بعدما تعديا على الولاية والخلافة على الأمة .
و كان الظاهر أن تلك الثورة – في نهاياتها – قد انكفأت وغُلب على أمرها ، لكن الواقع أن الزهراء عليها السلام كانت مطّلعة فيها بتثبيت الولاية عقب انحراف الأمة عن مركز الزعامة بعد النبي بإسقاط زوجها علي والانقلاب عليه ، مدافعة عن حق وليها وابن عمها علي قبالة خلافة الشورى ومجتمع السقيفة التي خرجت جميها عن رأي النص بطاعة وحي السماء في شأن تنصيبه خليفة بعد رسول الله .
ب- فدك لون سياسي بامتياز :
لم تكن فدك إلا معنىً رمزيا لم يقصد منه محض الأرض الحجازية المسلوبة كعنوان لحق شخصي فالقضية أوسع من أن تحصر في مطالبة مالية أو أرث . ومن غير المعقول أن تأمن فاطمة بطلب المال ممن انتزى على محل أبيها وغصب ابن عمها حقه ؟!
أرادت الزهراء من وراء فدك دفع الصفوة من شيعتها للمعارضة والمقاومة فتكتمل بشهادتهم البينة في مدعاها بضلالة سياسة الحكم الغاصب وتلاعبه بالشريعة الغراء . ومن الواضح اتصال خطبتها في مسجد الرسول بالسياسة العليا ، بداية من امتداح علي و ذكر مثالبه وأحقيته بالخلافة ، إلى أن تلفِت المسلمين إلى انقلابهم وإسنادهم الأمر إلى غير أهله . وهذا ما فهمه الأول فردّ على البتول ردّ الاحتجاج السياسي الذي لم يكن في عرض نحلة وإرث .
وأصابت الزهراء بسؤالها فدكا مسألة الولاية ، وانعطفت على الناس تُلمِسُهم الاعوجاج في انتكافهم عن علي إلى غيرة ، ثم صعّدت موقفها من الخليفة حتى بلغت به محل الخيانة السافرة ، والعبث بالقانون والحقوق الفردية ، واتهام المعركة الانتخابية بمخالفة الله ورسوله .
وفازت فاطمة الفوز المحقق في حساب العقيدة والدين، مقتلعة ما يمكن للتاريخ أن يبني عليه أساسا بعد السقيفة ، وخُذل خصماؤها رغم عدم اسقاطه حكمهم ، لكنهم صاروا إلى استحقاق غضب الله ورسوله بإغضابهم وإيذائهم إياها حتى قال أولهم أقيلوني ! وأعلنت فاطمة حكمها على الخلافة الغاصبة حتى آخر رمق لها في الحياة فرفضت اعتذار معتذرهم وأوصت منع غاصبيها من تجهيزها ودفنها .


3 - فدك بين التعتيم والتنزيه
في قضية فدك تعرض المؤرخون والباحثون إلى فترة دقيقة من الزمن ، لها إفرازاتها الخطيرة المترتبة على أهم مسألة تاريخية ، وهي نوع السلطة التي تتولى خلافة الأمة الإسلامية . فترة كانت لصيقة بالعهد المحمدي الزاهر المقدس في نفوس المسلمين ، والمحصنة رجالاته من التشكيك أو التوهين ، والمنسوب إلى الخليفتين فيه فخار الفتوحات الإسلامية ، مع أنهما لم يلامسا خطوط النار فيما عُدّ عمل اجتماعي قام على حماسة المسلمين المسبوقة بمهابة انتصارات النبوة السابقة !
وبنظرة عامة نجد أن الخليفتين الحاكمَين كانا في ظرف دقيق يفرض عليهما السير الرشيد فرضا ، ولم يكن ليسعهما التبديل في أسس السياسة الحساسة ، لكونهما تحت مراقبة النظر الإسلامي العام من المسلمين الأوائل ، ومن رجال الحزب المعارض من أصحاب علي الذي كانوا يقفون بالمرصاد للخلافة الحاكمة.
ورغم وضوح ما سبق وقف بعض الكتاب موقف البين في القضية ، ليخرج مفكر كالعقاد في كتابه فاطمة والفاطميون إلى أن أجلّ الزهراء عن أن تطلب ما ليس لها بحق ، ليجمع على النقيض " غير أن الصديق أجل ّ من أن يسلبها حقها الذي تقوم به البينة عليه " ، منتهيا بذلك إلى تزكية الموقفين على السواء ، وعدم القطع والفصل في النزاع بينهما ، رغم ما بلغت المخاصمة منه بالزهراء إلى المقاطعة !

التعديل الأخير تم بواسطة الادارة ; 04-19-2017 الساعة 02:18 PM
رد مع اقتباس