سنن التاريخ في القران الكريم:
هل للتاريخ البشري سنن وقوانين في مفهوم القران الكريم تتحكم في مسيرته وفي حركته وتطوره ؟
ماهي هذه السنن ؟
وكيف بدأ التاريخ البشري ؟
وكيف نما ؟
وما هو دور الإنسان في عملية التاريخ ؟
فمثلا : قصص الأنبياء (عليهم السلام ) فقد لاحظ المؤرخون الحوادث والوقائع التي تكلم عنها القران الكريم والفراغات التي تركها هذا الكتاب العزيز , فحاولوا أن يملؤوها بالروايات والأحاديث . فتكون لنا سجلا ذا طابع تاريخي لتنظيم هذه المادة القرآنية . ونحن نريد تناول هذه المادة من زاوية أخرى على تلك السنن من الضوابط والقوانين التي تتحكم في عملية التاريخ لنكتشف ما إذا كان يوجد في مفهوم القران الكريم شئ منها , فالساحة التاريخية كأي ساحة أخرى زاخرة بمجموعة من الظواهر، وكما أن الظواهر في كل ساحة أخرى من الساحات لها سنن وقوانين فإن من حقنا أن نتساءل: هل أن الظواهر التي تزخر بها الساحة التاريخية أيضا ذات سنن وقوانين ⁉
وما هو موقف القرآن الكريم من هذه السنن ؟
وما هو عطاؤه في تأكيد هذا المفهوم ايجابا أو سلبا، إجمالا أو تفصيلا ؟
وقد يتوهم البعض ، أننا لا ينبغي أن نترقب من القرآن الكريم أن يتحدث عن سنن التاريخ ؛ لأن البحث في سنن التاريخ بحث علمي كالبحث في سنن الطبيعة والذرة والنبات، والقرآن الكريم لم ينزل كتاب اكتشاف بل كتاب هداية ، إلا أن هذه الملاحظة رغم أن الروح العامة فيها صحيحة، ولكن مع هذا يوجد فرق جوهري بين الساحة التاريخية وبقية ساحات الكون ، هذا الفرق الجوهري يجعل من هذه الساحة ومن سنن هذه الساحة أمرا مرتبطا اشد الارتباط بوظيفة القرآن ككتاب هداية، خلافا لبقية الساحات الكونية والميادين الأخرى للمعرفة البشرية ؛ وذلك أن القرآن كتاب هداية وعملية تغيير، هذه العملية التي عبر عنها في القرآن الكريم بأنها إخراج للناس من الظلمات إلى النور.