عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 02-22-2017, 01:42 PM
سعاد احمد القطيفي سعاد احمد القطيفي غير متواجد حالياً
Junior Member
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 3
افتراضي بسم الله الرحمن الرحيم

بعد غزوا الإستعمار بلاد المسلمين عسكرياً و ثقافياً وجد المسلمون انهم مسلوبون و منصدمون من هذه القدرة الكبيرة التي اجتاحت بلادهم و تمكن البعض من المفكرين من ان يتخلص من هذا الشعور و أخذوا طريقاً سلبياً بأن حاولوا الأحتفاظ بكل التراث و أصروا عليه . بالمقابل قام شريحة بردة فعل اتجاه هذا الغزوا و قابله من موقع قوي و واثق من نفسه و وجدوا ان بإمكانهم أن يدرجوا ما لديهمرمن فكر و قيم يمكن ان يحكموا بها البلاد . و في الخمسينيات تبلور عند كثير من علماء المسلمين فكرة أن يطرحوا الإسلام على نحو يمكنهم فيها من الدفاع عن عقائدهم من ناحية و يمكنهم فيها من طرح الإسلام منافساً للأفكار الوافدة . فبدؤوا بخطواتهم العملية لتحقيق هذا الهدف . فعلى صعيد الحوزات العلمية تصدت في الخمسينيات للأفكار الشيوعية ، و من الموضوعات التي غزا بها الإستعمار بلاد المسلمين المنظومة الإقتصادية ، فطرحوا أن الإسلام ليس له نظام أقتصادي قائم ، فتصدى لهم المدافعين عن الأسلام فضطروا من أجل ضحد هذه الدعوة إلى البحث في التراث الإسلامي عما يمكن أن يشكل منظومة أقتصادية ينافس هذه الأطروحة الوافدة و كذلك بالنسبة للفلسفة الوجودية و غيرها من الملفات الأخرى . مع مرور الزمن نشئت فكرة أسلمة المعرفة و أسلمت العلوم ، فعندما وجدت هذه الشريحة من العلماء أنهم استطاعوا أن يقدموا شيئاً في الإقتصاد الإسلامي و في الفلسفة الإسلامية و النظرة الإجتماعية و غيرها بدأ يطالب ذهنه بمشروع اسلمة العلوم ، أي علينا ان نقابل العلوم الآتية من الغرب بمشروعات ردية و معاكسة تعبر عن نظرة الإسلام في هذه المجالات و لكن ابتليت بعض هذه المجالات بأنها اكتفت بتغير المظهر الخارجي للعلم و الإحتفاظ بهيكليته الأساسية . قسم آخر قال أنه من الخطأ أن نقوم بأسلمت العلوم لأنها بالنهاية وليد رحم معرفي و ثقافي معين ، فمن الخطأ أن نبحث عن مقابل أسلامي لهذه العلوم من رحم الإسلام .
السيد محمد باقر الصدر قدس سره تحدث في أقتصادنا عما سماه بالبنى التحتية و البنى الفوقية و أن ما لدينا من تراث يحاكي البنى الفوقية أي مستوى الأحكام و ما بين أيدينا من نصوص و قوانين في مجال الإقتصاد و على الفقيه أن يطلع من هذه الأحكام ليبحث ماذا يوجد من هذه الأحكام ، بمعنى آخر البناء التحتي يشتمل على المذهب الأقتصادي في الإسلام و على الفقيه أن يستكشف هذه المباديء العامة حتى يقدم قوانين جديدة لما يستجد في العالم المعاصر .
و مما لا شك فيه أن للإسلام نظرية في التربية مثلاً لأن هذا الخالق الذي جاء بهذه الرسالة العظيمة من غير الممكن ألا تشتمل على نظرية في التربية و لكن حتى نعثر عليها علينا أن نذهب إلى البنى الفوقية أي إلى ما وصلنا من أحكام نحاول أن نستنبط منها المذهب التربوي و نشكل منه منظومة . قسم آخر من العلماء قال أن علينا أن نقدم رؤية كونية يمكن على ضوءها أن نبدأ بفتح الملفات . و هؤولاء تبنوا مشروع آخر يميز عن أسلمة العلوم يسمى أسلمت المعرفة و من ضمنها ملفات أسلمت العلوم ( وهو مصطلح سطحي ) أما أسلمت المعرفة فهو يبنى على مشروع جذري و أعمق .
حيث يذهب إلى الرؤية الكونية و يبني عليها . و بعد تحديد النظرة الكونية يجب علينا أن نبحث على مستوين ، المستوى الأول نعمل فيه على مستوى المنهج أي نقدم منهجاً إسلامياً متكاملاً في العلوم و كيفية التعامل معها . و المستوى الآخر مستوى الملفات ، حينها يمكن أن نعالج مواضيع متعددة من الإقتصاد و العدالة و غيرها .
و صل الله على محمد و آل محمد
رد مع اقتباس