حينما يستمع المنصف لهذه الجوانب العبقرية من أبعاد فكر السيد الشهيد يدرك الخصوصية التي وهبها الله عز وجل للإنسان في القدرة على السير في مدارج الكمال لتحقيق الهدف من الخلق وهو خلافة الأرض حيث بدأ الشهيد من الوعي العلمي والمعرفي وهو ما تشير إليه الروايات في تفسير ( إلا ليعبدون) وانطلق في استعداده للجهاد في ميادين الحياة مقتدياً بالإسلام المجسد والقرآن المطبق وهم رسول الله وأهل بيته الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. فجسد منهجاً تربوياً واقعياً ليس في حدود المسجد والحوزة فقط بل اتسع حتى شمل الحياة. وجمع بين الخصائص الروحية والعلمية والأخلاقية فعاش هم الهداية للأمة بل للإنسانية. وإذا كان هناك اعتقاد سائد بيننا بأن الدين الإسلامي يلبي احتياجات الإنسانية في جميع مجالات الحياة، إلا إنه غالباً ما يكشف الواقع السلوكي بعد الكثيرون عن هذا المنهج القويم. والدليل المشكلات المتفاقمة التي تئن من وطئها الإنسانية. وما أشد حاجتنا للاستفادة من مناهجه لتنظيم أولوياتنا وحل أزماتنا. ويتضح من رؤية السيد الشهيد الفقهية إنه لا يحصر التشريعات في بعد الفقه الفردي وإنما يلامس المساحة الاجتماعية والسياسية ليحقق المنهج القرآني في هداية الإنسان في كل أبعاده وينتهي بالبعد الأممي وهذه هي الرؤية الحقيقية للفقه الديني. كل الشكر للشيخ الفاضل لهذا الإشارات القيمة لخصائص منهج السيد الشهيد التي هو بالفعل منهجاً وسلوكاً يستحق أن يقتدى به.
|