عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 08-26-2016, 05:30 AM
الادارة الادارة غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 117
افتراضي 🕋أمير الحاج 🕋 .. الحلقة الخامسة

🌟☄🌟☄🌟☄🌟☄

سلسلة ..

🕋 أمير الحاج🕋


🔘الحلقة الخامسة🔘


✤──◐( سراج الحياة )◐──✤


بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم .
( السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ في أرْضِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ اللهِ في خَلْقِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ الَّذي يَهْتَدي بِهِ الْمُهْتَدُونَ وَيُفَرَّجُ بِهِ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ، .... اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ الْحَياةِ... )


وصل بنا الكلام إلى الدرجة السادسة من درجات الحياة، وهل أنها تحقق مطلب إن الإمام الحجة صلوات الله عليه (عين الحياة) ؟! ونشير أيضا إلى أن الدرجة السابعة هي عالم الآخرة.
أما الحديث الآن فسيكون عن المرتبة السادسة من مراتب الحياة.

☄ الحياة التامة :
قد حاولنا في الدروس الماضية تعريف الحياة وتوضيح الفرق بين كل مرتبة وأخرى، ومتى يصح القول إن هذه مرتبة أخرى من مراتب الحياة ؟؟
وأشرنا إلى أن حقيقة الحياة هي العلم والرغبة والإرادة (وتسمى في وقتنا الحاضر بالعلم والطاقة) حيث يكون للإنسان رغبة وطاقة وقدرة على التأثير فيما حوله.
لو تدبرنا في مراتب الحياة لوجدنا أن كل مرتبة جديدة يجب أن تتخذ درجة من العلم والطاقة بحيث يعد تركها وفقدانها موتًا وفقدانًا للحياة. وبهذا المنظور فإننا لا نجد تغيرًا في حقيقة الإنسان من حيث علمه و رغباته و قدراته وإرادته أوسع وأكثر شمولًا مما يفيضه الإمام (عج) على هذا الوجود وعلى المؤهلين والقابلين لهذه المرتبة من التغير .
ويجدر بنا أن نشير أولًا إلى هذا النحو من التغيرات التي يمكن أن تُعتبر حياة جديدة وعالم جديد من مراحل الوجود الإنساني وذلك من خلال عدة عناصر:

🔹العنصر الأول :
أنه في عصر ظهور الإمام (عج) تتوفر كل الرغبات والاحتياجات الإنسانية المادية بما يحقق مرحلة الرخاء التي يتطلع لها الإنسان، منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان في هذا العالم وهو في سعي مستمر لتوفير المسكن والمأكل والمشرب والمال وغيرها من الاحتياجات الإنسانية المعهودة، وفي زمان الظهور سوف يسهل توفر هذه الاحتياجات بدرجة لم يعهدها الإنسان من قبل، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : (يخرج في آخر الزمان خليفة يعطي المال بغير عدد) وقال صلى الله عليه وآله : (إنه سيُخرج الكنوز ويُقسم المال وسوف يستتب الأمن والسلام والرخاء والوفرة وتخرج له الأرض كنوزها حتى لا يجد الإنسان موردًا يصرف فيه صدقته وحتى أن الإمام عليه السلام يحثو المال حثوًا للناس ولا يعده عدًا) المصدر :كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب .

هذه الدرجة من توفر كل الحاجات الإنسانية تشير إلى أن هناك مرحلة جديدة من الرغبات والمتع والسعادة، لتتحقق مرحلة جديدة من الرخاء يتطلع إليها الانسان.

🔹العنصر الثاني:
تحقيق حلم الإنسانية بإقامة دولة العدل المطلق وتحقيق العدالة في كل المستويات ونبذ الظلم.
إن الإمام المهدي صلوات الله عليه يقيم العدل المطلق الذي حلمت به الإنسانية طوال تاريخها، فالعالم لا زال يعاني من الجور وتسلط البعض على الآخر، ومن النزاعات حول مصادر المال والثروة والسلطة التي لم تتوقف يومًا من الأيام، أما في زمان ظهوره وحكمه (عج) يقول الإمام الصادق عليه السلام : (يا أبا عبيدة إذا قام قائم آل محمد حكم بحكم داوود وسليمان لا يسأل بينة) المصدر : كتاب الكافي.
فالإمام غايته الأولى أن يملأ الأرض قسطًا وعدلًا فلا مجال أن يُظلم أحد .
تنقل لنا الروايات أن داوود عليه السلام أقام الحكومة الإلهية لفترة محددة من الزمن، ولم تكن البشرية في ذلك الزمان قابلة أو مهيئة لحكمه وإن كان نبيًا آمن به الناس، لكن نفروا من حكمه حين حكم خلاف ذوقهم و رأيهم وخلاف ما لديهم من العلم. كما تنقل لنا الروايات أن داوود عليه السلام لم يتمكن من تطبيق هذا العدل والحكم إلا في فترة محدودة وفي مكان محدود وقضايا محددة؛ أما في دولة الإمام صلوات الله عليه فسوف يمتد حكمه العادل في أرجاء هذا الكون، ليشمل الأفراد وعلاقتهم وتعاملاتهم ببعض، بل يشمل سائر الأمم والدول العالمية، وكل ما يمس جوانب التعاملات البشرية سوف يكون محكومًا بالعدل سواء في التجارة، أو المعاملات، أو العلاقات الفردية، أو الدولية، مثلًا علاقة الأب بأبنه أو علاقة المرأة بزوجها ، وكذلك في غيرها من العلاقات التي لا يمكن لأي أحد أن يتجاوزها، وإلا لكانت يد الإمام عليه السلام حاكمة ومجبرة لكل ظالم للعود إلى الحق والرضوخ إليه. فهل البشرية مؤهلة وقابلة أن يطبق عليها العدل بصورته التامة والكاملة في دولته (عج) ؟؟!!

هذه الدرجة من هيمنة العدل الإلهي على الناس ليست حالة طبيعية ولا حالة يمكن أن نقيسها أو نتصور أثرها في سائر معاملات الناس؛ هل يمكن أن نتصور أنه لا يستطيع أحد الكذب على الآخر ؟! لأن الكذب نوع من الظلم، والظلم في زمانه(عج) مرفوع حيث سيملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت ظلمًا وجورًا .
إذن كل أشكال الظلم والمعاملات الخاطئة سوف يمحوها الإمام عليه السلام ويقيم العدل على أعلى مراتبه ودرجاته.

🔹العنصر الثالث :
بلوغ الناس ووصولهم في العلوم والمعارف لأعلى المراتب وذلك في عصر الظهور،
إنه صلوات الله عليه سوف يبلغ في تعليم الناس ووصول حكم الله عز وجل إليهم إلى الحد الذي تستطيع حتى المرأة في خدرها والتي ربما لم تزاول درسا خارج بيتها، أن يكون مقامها العلمي كأعلى مقام عرفه الناس في هذه الأزمنة .
نحن نتصور أن أعلى درجات العلم هي عند علماء الفلك والفيزياء والكيمياء أو علماء الدين والفقه ، بينما ستكون المرأة في دارها أعلى في مرتبتها العلمية من علماء زماننا هذا وأكثر قدرة على تقدير الأمور والإفتاء وتحديد حكم الله وشرعه ، بل إن سائر المعارف التي تحتاج لها الإنسانية سوف تكون متوفرة في زمانه (عج) ، وقد ورد في الروايات ( أن الملائكة تنزل إلى المؤمنين وتسألهم عن بعض المعارف التي تعجز الملائكة عن الوصول إليها ) .. إلى هذه الدرجة سوف يكون للإمام صلوات الله عليه أثر في نفوس البشر وتعليم الناس وإقامة الحق والعدل .
نقرأ هذه الرواية عن الإمام الحسن صلوات الله عليه كما ينقل في كتاب الاحتجاج وفي كتاب إثبات الهدى، بعد ما حصل في زمانه من طغيان حكم بني أمية وأمثالهم حتى انتشر ظلمهم وظن الناس أن الأمور قد دانت لهم وسلمت لهم.
يقول عليه السلام : (حتى يبعث الله رجلا في آخر الزمان، وكلب من الدهر، وجهل من الناس، يؤيده الله بملائكته، ويعصم أنصاره، وينصره بآياته، ويظهره على أهل الأرض حتى يدينوا طوعًا وكرهًا، يملأ الأرض قسطًا وعدلًا، ونورًا وبرهانًا ، يدين له عرض البلاد وطولها، لا يبقى كافر إلا آمن به ولا طالح إلا صلح ، وتصطلح في ملكه السباع ، وتخرج الأرض نبتها، وتنزل السماء بركتها ، وتظهر له الكنوز ، يملك ما بين الخافقين أربعين عامًا، فطوبى لمن أدرك أيامه، وسمع كلامه ) الاحتجاج2: 290 .. هذه الصورة التي يشرحها الإمام الحسن عليه السلام ويوضحها هي في المرتبة التامة ، ربما لو كنا نتوقف عند كل فقرة من معاني هذه الرواية لكان الأمر جديرا بنا ، ولكن نثق إن شاء الله بتتبعكم لهذه المطالب .

🔹العنصر الرابع :
أن الإمام عليه السلام سيقضي على جذور الإنحراف من أصلها، فقد ورد في الرواية أنه يقتل في زمانه إبليس. الشياطين التي تشكل الخط الأساسي في إغواء الناس وإضلالهم سوف يرتفع دورهم و ظلمهم .
نحن نعلم أن الشياطين تغل و يتوقف نشاطها لمدة ثلاثين يوما ببركة شهر رمضان الكريم، حيث تصبح الشياطين عاجزة عن العمل وإغواء الناس، و لكن قبل وبعد هذه المدة- شهر رمضان- تستأنف و تمارس عملها في الإغواء والوسوسة. نعم ما يقع من ضلالة وفتن للناس خلال شهر رمضان هو استمرار لعاداتهم و نفوسهم المريضة، وليس إغواء جديد من إبليس. و ما نشاهده اليوم من مسلسلات فاسدة تعد وتهيء قبل رمضان حتى إذا جاء الشهر الكريم تكون مخازن الفساد ممتلئة عندهم . نعم إن من ظل بركات شهر رمضان أن تغل الشياطين ثلاثين يوما ومع ذلك نرى أثرها في نفوس المؤمنين و إقبالهم على الله عز وجل .
أما في زمانه (عج) ليس هناك غل ولا ربط للشياطين، وما سيكون هو قضاء على الشيطنة من أصلها فلا يعود لإغواء إبليس أو وسوسته و إغراءاته أي وجود، سواء من أبالسة الإنس أو الجن!! بل سيقعون في هيمنة ملكه عجل الله فرجه وسينتهي دورهم ، فقتل إبليس يعني أنه لن يوجد في زمن ظهوره (عج) ما يمد الناس بمادة الفسوق والعصيان المحرم، وسوف تكون هناك نفرة طبيعية وأصلية عند الإنسان من المحرمات.

يتبع⤵

التعديل الأخير تم بواسطة الادارة ; 08-26-2016 الساعة 05:56 AM
رد مع اقتباس