🔅🔆العقيدة بين السائد والمأمول🔆🔅
لسماحة الشيخ عبدالله الطاهر النمر
🔸🔹الدرس السادس🔹🔸
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين وأهل بيته الطيبين الطاهرين
♻إن الواقع الإنساني المعاش اليوم نتاج مجموعة إرباكات أحدها
🔹الإرباك في المنهجية الحقوقية السائدة التي أربكهاّ الخلل في القيم الأخلاقية من جهة،المسلك
التاريخي الذي سلكته الأمم الغالبة حيث جرت بها المجريات التاريخية في مسالك وعرة انتهت بها للواقع الذي تعيشه .
🔹الإرباكات الأخلاقية وهي ناتجة عن خلل في المنظومة المعرفية التأسيسية التي بناها الفكر الغربي ،ومنظومة الأمم الغربية في الأفق المعرفي.
⚡ونحن هنا نؤكد على أهمية التكامل المعرفي والتوازن في منافذ المعرفة، وتفعيل جهة الوجدان والعقل و التوجيه النقلي الذي سيكون المشبع للجهة الأخلاقية لكثير من الجهات الأساسية في بناء المنظومة الأخلاقية الإنسانية ،
🔅 وينعكس ذلك بالنتيجة في رسم منهجية حقوقية متكاملة .
🔅نشير لمجموعة نقاط ستكون هي نتيجة الإعتماد على الجهة الفقهية النقلية بالمقدار الصحيح الصائب. قلنا أن الحراك الإنساني رفع شعار الحرية لحد حكم به على بقية القيم فأخذته هذه الحرية إلى تمزيق واقعه الداخلي والروحي بل وتمزيق واقعه الإجتماعي فلم تبق للأسرة و المنظومة الأخلاقية كيان، بل أصبحت منهارة ومتخلخلة بينما نجد أن الفقه أكد على قيمة الكرامة وقيمة العرض وقيمة الشأن الإنساني ، ولكن لقراءة البعد الفقهي نحتاج لبعض العناصر التي سنشير إليها :
1⃣ جهة التعبد والإنقياد للمعطى الغيبي مقابل ماتعيشه الإنسانية اليوم من تمرد وطغيان ورفض لكل ماﻻ يخضع لإدراكها ومعارفها .
2⃣ اعطاء الشريعة أفقها العقلائي بالإضافة لضوابطها العقلية ومستنداتها الوجدانية .
🔅وللتوضيح نستعين بهذه الرواية التي توضح الجهة العقلائية والتوازن العقلائي وعدم اخضاع المنهج الفقهي والمنهج التعبدي والمنهج النقلي للقياس و الاستحسان للتجربة الإنسانية المحدودة .
تقول الرواية: أن راوياً مشهوراً عند علمائنا اسمه أبّان ابن تغلب أحد أصحاب الإمام الصادق عليه السلام ،سأل الامام الصادق (ع) عن حكم رجل قطع أصبعي امرأة فقال له الامام ع : أن الدية هي عشرون ، فقال له أبّان : لو أن هذا الرجل قطع ثلاثة أصابع من المرأة ، فقال له الإمام ع : ثلاثون ، فقال له أبّان : لو أن هذا الرجل قطع أربعة من أصابع المرأة ، فقال له الإمام : عشرون ، ( عندما قطع اصبعين كانت الدية عشرين وعندما قطع ثلاثة كانت الدية ثلاثين وعندما قطع أربعة رجعت الدية للعشرين ) فاستغرب أبّان وقال للإمام عليه السلام قطع أربعاً ! سبحان الله يقطع ثلاثاً فيكون عليه ثلاثين ويقطع أربعاً فيكون عشرون، ،كان يبلغنا هذا ونحن بالعراق- كان الإمام الصادق عليه السلام في المدينة في الحجاز- فقلنا : إن الذي جاء به الشيطان ، -هذا لاينقاد ولاينساق مع طبيعة التجربة البشرية والقدرة الإدراكية المحدودة للإنسان- فقال له الإمام عليه السلام : مهلاً يا أبّان هذا حكم رسول الله صلى الله عليه وآله ، إن المرأة تعاقل الرجل - تساويه في الدية - تعاقل الرجل إلى ثلث الدية )، الآن في توضيح مفصل لواقع الدية بين الرجل والمرأة وأن اصبع الرجل أو المرأة عُشر والإصبعين عُشرين وهكذا مجموع الأصابع العشرة يساوي دية الإنسان ، يد الرجل نصف ويديّ الرجل نصف ، عين الإنسان نصف ديته وعيناه تمام الدية ،الرجل والمرأة يتساويان إلى الثلث ثم اذا تجاوزا الثلث رجعت المرأة إلى النصف ، هذه هي القاعدة التي يريد أن يثبتها الامام عليه السلام فإذا بلغ الثلث رجع إلى النصف ، يا أبّان إنك أخذتني بالقياس،والسنة إذا قيست مُحق الدين )
🔅 قد تكون هذه الرواية تستعصي على بعض الأذهان ولكنها تنقح هذا المطلب وهو أن بناء المنظومة الإجتماعية من خلال ان التدبير الفقهي لايجب أن يكون خاضعاً لذهنية الإنسان وإدراكاته المحدودة ومعطياته التجريبية ، ويجب أن لايتمرد الإنسان ويفترض أنه يجب أن يسير باتجاه الحرية حتى يخضع له كل شيء .
الإنسان محدود المعرفة ، محدود الآفاق ويجب عليه أن يستثمر المعطى الشرعي .
3⃣ أن بناء المنظومة الحقوقية من خلال الوجدان والعقل والتجربة والنقل يجب أن يكون متوازي مع الإحاطة والوعي بالواقع الإجتماعي وأهداف الشريعة ، ليجعل من مجموع هذه العناصر المادة الأساسية التي تأخذ بيد إنسان اليوم للطريق الصحيح والمسلك القويم ،الذي من خلاله تستقيم مبانيه الأخلاقية وتشبع احتياجاته الروحية وتكتمل مبانيه الفكرية،ليكون بذلك محققاً لأهداف الشريعة ومحققاً للغرض الإلهي في الاستخلاف و بناء المسلك الإنساني القويم الذي يحقق به النهضة الإنسانية الحقيقية التي تهيء له السعادة الواقعية من العيش السليم والحركة التكاملية لزراعة الدنيا في سبيل الآخرة .
✨ونرجو أن يكون لهذا الوقع الصحيح في قلوبكم وعقولكم ،ونكتفي بهذا القدر والحمدلله رب العالمين وصلى الله على محمدٍ وأهل بيته الطيبين الطاهرين .
💠 العقيدة بين السائد والمأمول ح6💠
http://youtu.be/PPK2j_qta2Y
🔸اللجنة الاعلامية لحوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية🔸