🔅🔆العقيدة بين السائد والمأمول🔆🔅
لسماحة الشيخ عبدالله الطاهر النمر
🔸الدرس الخامس🔸
بسم الله الرحمن الرحيم🌱
لاحظنا الترابط الوثيق بين وضوح البناء المعرفي القويم ورص المعرفه العقلية الإنسانية الصحيحة،وأن ذلك سيكون قاعدة لرسم مسار ومنهج أخلاقي صحيح. نفترض أن هذا التسلسل يمتد للبعد الحقوقي الذي يشكل الأساس في بناء العلاقات الإنسانية في دائرة الانسان،و إن الإختلال المعرفي وحصرالمعرفة بالدائرة الحسية أربك المنظومة الأخلاقية،وبالتالي أوجد خلل في السلوك والمنظومة الحقوقية بين بني البشر،لإن إلغاء الجهه العقلية المجردة ورفض المعطيات الوجدانية والتعويل على التجربة والبناء المعرفي الحسي فقط يوصلنا لهذه النتائج، ويعطينا منظومات أخلاقية لاترى في الأخلاق إلا هذا الأساس،و هناك مذاهب وفلسفات أخلاقية متحصله من هذا الحصر المعرفي للمعرفة في الدائرة الحسية فيفترضون ان الأخلاق نتاج الطبيعة .
⚡ كيف نفسر البعد الاخلاقي في حياة الإنسان وكيف يتولد من مقتضى الطبيعة ،هذا كلام طويل وله ومذاهب كثيرة ولكنها تجتمع في أنها تضيق دائرة الأخلاق في البعدالطبيعي(مقتضى نشأة الإنسان)،ويقصدون به الجهه المادية في حياة الإنسان، وهذه المذاهب تسري لرسم الصورة النهائية في فهم البعد الإجتماعي والسلوكي والمنظومة الحقوقية في حياةالإنسان.
🔅وعندما نتساءل ماهو ضابط حقوقك؟ وماهو ضابط حقوق الآخرين؟
هنا سوف نلاحظ :
1⃣هذا البعد المعرفي قصر الجهة الأخلاقية في دائرة معينه وانعكس على هذا رسم منهجية الحرية الحقوقية في حياة الإنسان.
2⃣إذا لاحظنا الإنطلاقة الحقوقية في حياة الأمم الغربية اليوم سوف ندرك أن هذه الأمم كانت تعيش ضمن معادلة معينه استبدت فيها الحكومات الظالمة والملكيات بما كانوا يسمونه النبلاء والأمراء والأغنياء، وأيضا طوعوا الكنيسة لتبرير هذا الطغيان والإستبداد .
و عاشت هذه الأمم ردحا طويلا تحت نير هذه القوى المستبدة، مما حدا بها لطلب الإنعتاق والحرية وكسر القيود ؛ فرفعوا شعار الحرية والإخاء والمساواة، وأنه لاقيد للحركة نحو التحرر من هذه القيود وهذا الإستبداد .
وواقع الإنسانية الغربية والمدنية الغربية اليوم ناتج عن هذا الإرباك المعرفي الذي امتد للجهة الأخلاقية ،واربك عليهم البناءات الحقوقية،وهو ناتج عن هذا المسار الإنساني الذي جعل من طلب الحرية المعيار الأساس ،ولذا اليوم نجد في شعارات حقوق الإنسان (الحرية الاقتصادية، الحرية العقائدية، الحرية السلوكية) ،بحيث لايضعون قيدا لحرية الإنسان إلا حرية الآخر، وجعلوا من حق الحرية القيمة العليا التي تخضع لها كل القيم و تحكم عليها ،و من هنا ساقهم هذا السلوك والإرباك المعرفي لنتائج وخيمه منها إرباك واقع بنائهم الإنساني، وكرامة الإنسان، فمزقوا كل مايقف أمام هذه الحرية التي لايحدها حد ولايضبطها ضابط من عقل او كرامة او حياء. فأدى ذلك لارباك واقع بنائهم الإنساني وانهيار الكرامة الانسانية ، وهذا مالمسناه في واقعهم من تمزق داخلي وأسري، في اعماقهم و مشاعرهم ،بالمقابل نجد أن الدين جاء بمنظومة متكاملة فجعل كرامة الإنسان هي المعيار واﻷساس ،الكرامة المكتسبة فضلا عن الكرامة الذاتية للإنسان، فيجعل من الكرامة قيد وهي الحاكمة على كل القيم وذلك إن الحراك الإنساني في الدائرة الإسلامية حراك ينطلق من الإرادة الربانية والتدبير الرباني .
إن القيم الأخلاقية وبالتبع المنهجية الحقوقية استثمرت معطيات العقل و الوجدان والتجربة والحس الإنساني ومعطيات النقل.
لم نرفض الهداية الربانية والعطاء النقلي المعرفي الغيبي الذي اعطانا سعة أفق في البعد الحقوقي، والبعد الأخلاقي ، و نترجى أن تضفي هذه العناصر بمجموعها على واقعنا الأخلاقي و الحقوقي التكامل والنمو والتسامي، لتعطينا المنهجية الصحيحة الكاملة التي نرجو من الله سبحانه وتعالى ان تكون خادمة لنا في سعادتنا في الدنيا والآخرة من غير ان تكون هناك إرباكات معرفية أو ندخل في تجربة مريرة تسبب الخلل في مسيرتنا .
💠 العقيدة بين السائد والمأمول ح 5💠
:
http://youtu.be/Ow8GckdT_04
والحمد لله رب العالمين
🔸اللجنة الإعلامية لحوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية🔸