عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 01-18-2015, 03:58 PM
فاطمه عساكر فاطمه عساكر غير متواجد حالياً
Member
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 52
افتراضي العقيدة بين السائد والمأول 3

🔅🔆العقيدة بين السائد والمأمول🔆🔅

سماحة الشيخ عبدالله الطاهر النمر
🔸🔹الدرس الثالث : مصادر المعرفة الحقة🔹🔸

بسم الله الرحمن الرحيم

تحدثنا عن العقائد و المفاهيم السائدة عند الناس وسلبياتها ومقابل ذلك الصفات الإيجابية لتكون عقائد صحيحة محقة.
ونشير في هذه الجلسة لمصادر المعرفة ، وطرق الوصول للمعرفة الحقة.
إن الإنسان مسلح بمجموعة كبيرة من المنافذ التي من خلالها يحيط علما بما حوله وما في أعماقه لبناء منظومة متكاملة من المعرفة ولعله يتبادر في أذهانكم أن أول هذه المنافذ والمصادر هو :

✳المصدر الاول : الادراكات الحسية فالإنسان يسمع الأصوات ويرى الألوان والأنوار ويتلمس الأجسام ويتذوق الأطعمة ويشم الروائح فالحواس الخمسة نافذة واسعة خصوصا إذا توسعنا شيئا لندخل التحسس من خلال الآلات والأجهزة فهي اليوم فتحت للإنسان آفاق كبيرة وكثيرة لكسب المعرفة من خلال الطريق الحسي غير المباشر.

✳المصدر الثاني:العقل والمنطق الذي يتلمس بالتجريد والتفكير في آفاق الوجود لكي ينظم ما عنده من معرفة ضمن منطقية معينة ليستكشف خبايا الوجود.
🔅 وهناك حديث كثير حول أي هاتين المعرفتين مقدمة على الآخرى .
إن سيادة المزاج الحسي اليوم عند المزاج الإنساني بشكل عام واضحة.
ولكن جزى الله علمائنا خيرا إذ قدموا للإنسانية منظومة متكاملة لتبيان موقعية العقل وأنه لا قيمة للمعرفة التجريبية ما لم ترتكز على معطيات عقلية ، ولنأخذ هذا الكلام تعبدا في هذا الدرس .

✳المصدر الثالث : الوجدان أو كما يعبر عنه الكشف والشهود أو الحس الداخلي فإننا ندرك بأعماقنا وبوجداننا أننا موجودات وأن هناك وجود، وأن هذا الوجود لا يجتمع مع العدم وأن الشيء بما هو هو لا يعدو أن يكون هو.
كل هذه الأمور تتوافق مع الوجدان ومع الحس الداخلي في الإنسان ، وهذا المصدر يفتح معطيات معرفية كثيرة لو صفى الإنسان وجدانه وتأمل في أعماقه، بل يقال أن أساس المعرفة ، والمعرفة الأقوى والأوضح ،بل المعيار الأول في البناء المعرفي هي المعرفة الوجدانية التي تنطلق منها المنظومة المعرفية في حياة الإنسان.
فمن خلال الوجدان يبني العقل أسسه المعرفية فأم القضايا العقلية وهي قاعدة عدم التناقض هي معطى وجداني غير قابل للبرهنة العقلية أو التجربة الحسية.
فيمكننا القول أن الوجدان هو القاعدة الأساسية التي تبنى عليها المنظومة المعرفية ثم يتوسع العقل من خلال آلياته المعرفية ليستكشف بعض آفاق المعرفة ثم يتوسل العقل بالتجربة ليحيط علما بدائرة أوسع.

✳المصدر الرابع : النقل وهو باب واسع يحتاج لتأمل في كيفية إيصال المعرفة والعلم للإنسان،

🔅 لاحظوا إننا في الدائرة الإسلامية نمتلك عقيدة متوافقة مع الوجدان أولا ،تتناغم مع المعطيات والبراهين العقلية ثانيا، ولا تخالف التجربة والمشاهدات الحسية ثالثا، وايضا تستمد في كثير من معارفها على المعطيات النقلية، فنحن نؤمن بجبرائيل والملائكة والعرش والكرسي والآخرة والصراط، وبعض هذه المعاني قد يهتدي بعض العقلاء للاستدلال والبرهان لوجودها ووجود بعض خصائصها.
ولكن أغلب هذه الالوان من المعرفة تحتاج لقبول و إستئناس بالنقل الوارد عن المعصومين وعن العارفين و النص الديني، فنحن نؤمن بكثير من هذه الأمور تعبدا وانقيادا.

ولكن هذه المعرفة النقلية ليست مجرد تصورات ميتة عند المؤمنين، بل هي معرفة تثير في النفس ما تثيره كل ألوان المعرفة الأخرى من اطمئنان ويقين وسكينة .

إن هذه المصادر الأربعة أو قد يقال أنها فقط ثلاثة (الوجدان، العقل، النقل) وأن التجربة امتداد للعقل وليست مستقلة عنه، ولكن لتوسعة صدر البحث ندخل التجربة والحس كمصدر معرفي مستقل لسعة آفاقه وإمتداداته الكثيرة.

🔅فنقول إن منافذ المعرفة هي الوجدان - العقل - التجربة - النقل

🔅أخيرا فقط أشير إلى أن هذه الألوان من المعرفة متسلسلة في التأصيل بمعنى أن المعطى النقلي يجب أن يكون خاضعا للتجربة والعقل ،فما خالف العقل والمشاهدات الحسية لا نقبله، ليس لا نقبله تعبدا، وإنما النفس الإنسانية لا تستطيع أن تنطوي على هكذا إيمان مخالف للعقل والتجربة، كما أن المعطيات العقلية والتجريبية مهما كانت ظواهرها إذا خالفت الوجدان تأبى على الثبات في الروح والإستقرار في النفس،فيبقى أن المنبع الوجداني هو الأصفى والأقرب لروح الإنسان ثم تتفرع من هذا المنبع مجاري معرفية تستعين بالعقل لتمتد في كثير من الآفاق ثم تتوسل بالتجربة وبآلات التجربة التي تعددت اليوم وتوسعت ثم بعد ذلك تضم في طياتها المعطيات النقلية، فتكتمل لدى الإنسان منظومة معرفية متكاملة .

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

💠العقيدة بين السائد والمأمول ح3 💠


: http://youtu.be/al0b_Vhy6Jg

🔸اللجنة الإعلامية لحوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية🔸
رد مع اقتباس