عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 01-18-2015, 03:52 PM
فاطمه عساكر فاطمه عساكر غير متواجد حالياً
Member
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 52
افتراضي العقيدة بين السائد والمأمول 2

🔆🔅العقيدة بين السائد والمأمول🔅🔆
سماحة الشيخ عبدالله الطاهر النمر
🔸🔹الدرس الثاني خصائص العقيدة المقبولة🔹🔸

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف النبيين وآله الطيبين

في الدرس السابق كان الحديث عن المواصفات العامة السائدة لما هو منتشر اليوم من عقائد وثقافات عند الكثير من الناس ، و مقابل ذلك نشير للخصائص الأساسية التي يجب ان تتصف بها العقيدة لتكون عقيدة مقبولة ومتوازنة .

💠الخصيصة الأولى : ان تكون العقيدة قادرة على معالجة الواقع الخارجي معالجة حكيمة

بمعنى أن تشخص لنا: نحن اين، من اين، كيف نعيش، ماهي حقيقة الواقع الموجود في الخارج، وماهي الأوهام.
قد تكون هذا التساؤولات بدواً غريبة ً؛ فالواقع هو الذي نشاهده ونراه ، ولكن من الوضوح بمكان أن هذه القضية تحتاج في الحقيقة إلى بناء معرفي محكم و موزون على ضوئه نشخص ما هي الدائرة التي نؤمن بوجودها ونقررها في الخارج ،وما هي الاشياء الموهومة.
وان الاكتفاء بتصورات مجملة لن يكون واقياً لكثير من الناس من الوقوع في اهتزازات وارباكات عقائدية على مستوى معرفة الواقع الخارجي مقابل الكشوفات العلمية و الفيزيائية المتجددة، كما حصل ذلك في فترات زمنية سابقة وفي بيئات مختلفة، فكلما انكشف لدى الإنسان بعض آفاق المعرفة والعلوم والفيزيائية الجديدة كلما تخلخلت عقيدة الإنسان اذا لم تكن عقيدته مبنية على وضوح ومنطقية وإدراك فلسفي متوازن، فالعقيدة التي ندعو لتبنيها يجب أن تكون متمكنة من معالجة وتشخيص حقيقة المتقرر في الخارج بشكل واضح ومتوازن. إذاً العقيدة المطلوبة يجب أن تكون قادرة على معالجة هذا الشأن أولاً.

💠الخصيصة الثانية: أن تكون العقيدة قادرة على معالجة المنطق الأخلاقي والقيم الأخلاقية،

وهي الاكثر حاجة اليوم ،لعله لم تربك المنظومة الأخلاقية في حركة الإنسان كما هي اليوم حيث تشيع منطقية التشكيك والنسبية في المفاهيم القيمية.
⚡ماهو ضابط القيم والعمل الاخلاقي؟ ما هو المقبول وما هو المرفوض أخلاقياً على مستوى السلوك الفردي، والآداب الأسرية ،والتعاطي الإجتماعي، والعمل الأممي؟؟

أصبحت كل هذه الأمور محل ارباك و شك و نسبية. ان المادية وهم مجموعة هائلة من النظم الأخلاقية تجعل من الأخلاق نتاج المنطق المادي و السيرة المادية والوجود المادي، طبعاً هناك محاولات ومعالجات من قبل فلسفة الأخلاق لتعيين ضابط القيمة الأخلاقية للفعل، ولسنا في صدد الحديث عن كل هذه الأمور بمقدار مانريد أن نشير إلى إننا في امس الحاجة لعقيدة تقدر على معالجة هذه الجهة، وان يكون الإنسان مالك لهذه العقيدة ؛لتعالج له حقيقة الواقع الخارجي وتحدد له ما هو الموجود وما هو غير موجود من الأوهام والتصورات، فتميز له الواقع الخارجي، أيضاً تبين له الميزان والمعيار الذي على أساسه يستكشف المنهج الأخلاقي والقيمة الأخلاقية للأفعال.

💠الخصيصة الثالثة : أن تكون قادرة على معالجة الشأن الحقوقي في حياة الناس .

وبطبيعة الحال الشأن الحقوقي سوف يكون متفرع على بناء المنظومة والعقيدة التي تعالج الواقع الخارجي وتشخص المباني القيمية و على ضوء ذلك يستطيع الإنسان من خلال هذه العقيدة أن يضع المنهج الحقوقي في دوائره المتعددة ومناحيه المتكثرة.

⚡إذا امتلك الإنسان هكذا عقيدة قادرة على الإجابة عن التساؤولات الفطرية في نفسه وتحقق التوازن الفطري في اعماقه وتأخذ بيده لمنهج سلوكي واضح وسوي حينها تستقيم حياة هذا الإنسان ويكون سعيداً في أعماقه وسوياً في سلوكه وواعياً في فكره.

🔅 إذن الإنسان من خلال هذه العقيدة يستطيع أن ينظم وجوده و روحه وفكره بنظم متوازن متكامل يسعده في الدنيا والآخرة.

🔅نرجو من الله ان يوفقنا وإياكم لكل خير .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

‏💠العقيدة بين السائد والمأمول 💠

الحلقة الثانية: http://youtu.be/UVSUiAJC0Sg

🔸اللجنة الإعلامية لحوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية🔸
رد مع اقتباس