عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 12-03-2014, 03:55 PM
فاطمة الجشي فاطمة الجشي غير متواجد حالياً
Member
 
تاريخ التسجيل: Oct 2013
الدولة: الجبيل
المشاركات: 47
افتراضي تابع( القيادة الصالحة جعل إلهي)

وصفات الشاهد هي صفات مثلها رسول الله صلى الله عليه وآله، وعلى ضوئها نأخذ صفات الشهادة التي يجب أن تقوم بها أمته صلى الله عليه وآله:

1- أن يكون نموذجا وميزانا ورمزاً في الاستقامة: فإذا كان الإنسان غير مستقيم فلا يمكن أن تقبل شهادته.

2- موقعه القيادي وإشرافه على الأمة, فهو صلى الله عليه وآله له موقع إشراف على هذه الأمة.
نفس هذه الخصائص هي للأئمة عليهم السلام بالأصالة وللأمثل من الأمة بالتبع. إذن هذا جعل جماعي ووظيفة عملية ودور أنيط بالأمة بجعل من الله، ويجب أن تكون الأمة بقدر هذا التشريف. ولأنه جعل إلهي وروحي ومعنوي وله رصيد واقعي لذا يمتاز كليا عن الجعل الاعتباري.

وليس هناك من شك أن هذه الأمة فيها من هؤلاء النخب النوعيين الذين يستطيعون تحديد الواقع وقراءة الأحداث, ولا شك أن وجودهم هذا كرم وعطية ولطف إلهي ينبغي تقديره. وأشد بلاء تقع فيه الأمة هو أن تفرط في قياداتها.
بعض الأمم يهبهم الله أحسن قيادات ولكنهم لا يعرفون حقها, وهذه الأمة عانت في القرون الأخيرة من هذه المشكلة, وليس قتل الشهيد الصدر عنا ببعيد، وهو الذي لا ينقصه من خصائص القيادة شيء. حين تقتل الأمة قياداتها تكون قد وصلت إلى نقطة الصفر.

الذي حدث في هذه الأمة بعد وفاة رسول الله ص هو الانحدار والتسافل، ولم يبق فيها من يحمل هذه الخصوصية إلا هذه المجموعة التي خرج بها الإمام الحسين (ع). يقول أستاذنا الشيخ الجوادي: لو كان في الأمة شخص إضافي يستحق أن يكون مع الإمام الحسين لدعاه الإمام (ع) وأخذه معه إلى كربلاء.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ


(1) القاعدة الفقهية الأولية تجاه كل شيء هي الإباحة، وأن للإنسان مطلق العنان في أن يفعل في نفسه وماله ما يشاء، فالله قد خلق الإنسان حرّا، وفي هذه الحرية كمال له، وبها يصبح أكثر اقتدار على الانتخاب والتجربة وتشخيص الواقع وبالتالي أكثر تكاملا، وبمقدار التضييق على حرية الإنسان يصبح أكثر محدودية وأقل قدرة على التشخيص. وبالنظر إلى المحرمات في الدين فإنها جاءت محصورة في واحد وسبعين محرما، بينما لا حصر للمباحات، لأن معنى الإباحة ترك المجال لأن يعمل الإنسان عقله وإدراكه وفهمه وقدراته ويتكامل.

(2) وقد ابتلى الله اليهود بمنع الصيد يوم السبت ليعالجهم من مرض الحرص والبخل: ﴿واسألهم عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾ [الأعراف: 163].

(3) يشبه حالة الرهبنة ما نراه اليوم من بعض مظاهر الجزع على الإمام الحسين عليه السلام, فالجزع على الإمام الحسين أمر مطلوب ودلالة على الانفعال والصفاء الروحي، أما تحويلها إلى طقوس وحالة من الجنون فهو أمر آخر غير ما هو مطلوب منه كقطع اليد و خلافه.

وبالمناسبة فإن ما أُشيع عن أحد أنصار الإمام الحسين وهو (عابس) من أنه كان مجنون الحسين، هو مما لا سند له فبالتتبع لم نجد كتابا أصيلا يؤكد ذلك الخبر، ولعله قد أُخذت اللفظة من بعض الكتب الفارسية والحال أن مجنون بالفارسية تعني عاشق, لكن للأسف أصبح عابس عنوانا لتبرير الطقوس غير العقلائية، وإلا فإن عابسا لما ألقى بدرعه ودخل أرض المعركة لم يكن لجنون فيه بل هي شجاعة يخيف بها العدو ويرهبه.
رد مع اقتباس