[ام رضا الخلف]

اهمية الفلسفه


الإنسان كائن له مقومات ثلاثة تكتمل بها الانسانية بالقوة وهي الارادة والحرية والاختيار ، وكي تتحقق الخلافة الالهية لابد لهذه المقومات ان تخرج من القوة الوجودية الى القوة الفعلية لتحقق الغايات من الوجود من هذه الدنيا .

وكي تكون فاعلة لابد لها من قوة محركة لها باتجاه تلك الاهداف ، هذه القوة هي العقل .

والعقل وظيفته التعاطي مع الواقع كما هو و الارادة وظيفتها اتخاذ القرار على أساس ما ينبغي من خلال تفضيل خيار من الخيارات ويتم ذلك من خلال ما يقدمه العقل من معطيات وعلى أساسها يصيغ خيارات وبدائل ثم تتم الموازنة بين هذه الخيارات والبدائل ومن ثم تختار الارادة على ضوء ما تؤمن به من قيم وترتيبها وفهمها للمصالح والمفاسد

الارادة تستهدف الخير، تربط عالم التكوين بالواقع النسبي.

وحيث أن الرؤية الكونية تشكل أساس للحياة الإنسانية فكان للعقل دورا فاعلا في تلقي الفيض المعرفي لفهم الكون والانسان والمجتمع والعلاقات القائمة بينهم لاسترشاد الطريق الاقوم والاقصر لتحقيق الاهداف والغايات المرجوة من وجوده في هذه الدنيا.

وفي عصرنا الحديث ونتيجة الفلسفات المادية التي شيدت بناءها على أساس النظام الاقتصادي الرأسمالي وسخرت لأجله كل الانظمة في الدولة والمجتمع فنشأت منها الديموقراطية كنظام حكم والعلمانية كفهم ومسلك للدين والليبرالية كنظام اجتماعي وكلها محورت الوجود حول الفرد وسعادته بالمعنى المادي واقامت الصرح على اساس فهم مادي للكون استلهمت فيه معارفها وعلومها من مصدرين هما الحس والتجربة.

ونتيجة صراع المنهجيات والافكار والهويات بدأت تدريجيا تهيمن على إنسان العصر اشكاليات خلقت لديه تذبذب في هويته وعقيدته وابعدته بعد ذلك عن اهدافه الحقيقية وحولته لشيء وقوضت منظومة القيم لديه وقلبت منظومة المعايير في تشويه بشع لحقيقة وجوده والهدف منها.

لذلك كانت الفلسفة ضرورية كونها تعتمد العقل في فهم الوجود والرؤى الكونية وفهم الانسان لذاته ودوره ومآلاته ومن ثم تشخيص الطريق الاسلم في توظيف العقل وبعث الارادة نحو الفعل الذي يتناسب مع هذا الطريق والنظم العلائقي لعلاقاته مع نفسه وربه ومجتمعه ومحيطه الكوني، بما يحقق سعادته الحقيقية ويسخر له الدنيا بما فيه تحقيق المنفعة فيها على ضوء الاخرة .

والله العالم


الاستاذه ايمان شمس الدين