|| منتديات حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية ||

|| منتديات حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية || (http://bntalhuda.net/vb/index.php)
-   منتدى الأسرة (http://bntalhuda.net/vb/forumdisplay.php?f=40)
-   -   منتدى الأسرة16-المقال5- لماذا لا نبدأ من حيثث انتهى الآخرون؟ (http://bntalhuda.net/vb/showthread.php?t=34501)

بثينه عبد الحميد 12-09-2019 11:14 PM

منتدى الأسرة16-المقال5- لماذا لا نبدأ من حيثث انتهى الآخرون؟
 
الأدوار الأسرية بين التجربة والنموذج الإسلامي لماذا لا نبدأ من حيث انتهى الآخرون؟
هل علينا أن نعيد تجارب آبائنا وأجدادنا مهما كانت؟ ومهما كلفتهم؟

الأستاذة سهيلة أبوعلي

مبدأ التعلم بالتجربة والخطأ يبدأ منذ الطفولة. لو لاحظنا الطفل في عامه الأول، وهو يحاول أن يصل للتفاحة فوق الطاولة؛ مرة يحاول أن يصل لها بيده، وإن لم ينجح، يذهب من عدة جهات، وإن لم ينجح فإنه يحاول سحب شيء قريب منها، وإن لم ينجح، يحاول سحب المفرش من تحتها أو يحاول الارتفاع على شيء قريب.. وهكذا في كل مرة يكتشف خطأه وفشل التجربة ليجرب أخرى، فهو بفطرته يكتشف الأخطاء ويتفاداها في كل مرة.
دعونا الآن نطبق هذا على التجربة البشرية عبر التاريخ، وبالتحديد: التجارب في نطاق الأسرة والمجتمع، وما آلت إليه النتائج والمخرجات خصوصاً في عالمنا المعاصر الذي يصل مافي الشرق بالغرب ومافي الغرب بالشرق بكل سرعة وسهولة.
ترى لماذا يعيد البشر تجارب بعضهم البعض بالرغم من فشلها وضعفها؟
لنتأمل على سبيل المثال توزيع الأدوار في الأسرة الواحدة: فقد جرب الغرب أن يٌخرج المرأة إلى العمل خارج البيت ليتساوى عملها بالرجل، بينما الرجل يأخذ في بعض الأحيان دورها كأم. وقد كانت هذه الدعوة في أواخر القرن التاسع عشر، وبعد عدة سنوات، جاءت دعوة أخرى لارجاع المرأة للبيت وتقليل ساعات العمل ليتسنى لها رعاية الأبناء والاهتمام بشؤون الأسرة المتعلقة بالأمومة. فقد جاء في إحدى الدراسات العلمية أن ٨٠٪؜ من الأمريكيات يعتقدن أن الحرية التي حصلت عليها المرأة خلال الثلاثين عاماً الماضية هي سبب الانحلال والعنف في الوقت الراهن، و٧٥٪؜ يشعرن بالقلق لانهيار القيم والاستقرار العائلي، و ٨٠٪؜ يجدن صعوبة بالغة في التوفيق بين مسؤولياتهن تجاه العمل والأسرة، و ٨٧٪؜ يقلن: لو عادت عجلة التاريخ للوراء لاعتبرنا المطالبة بالمساواة مؤامرة اجتماعية ضد الولايات الأمريكية (١)
وهكذا تتكرر التجارب لتكتشف المجتمعات نقاط الضعف وتدفع الثمن غالياً.
في حين جاء الإسلام قبل اكثر من ١٤٠٠ عام ليحدد وظيفة ودور كلاً منهما بما يتناسب مع طبيعته الفطرية والسيكولوجية، بل حتى الأحكام في التشريع اختلفت بحسب طبيعة كل منهما فقد فرض على الرجل الإنفاق والتكفل بتعليم الأبناء، وعلى الأنثى رعاية الطفل وتربيته، وحاسب الرجل في موارد كثيرة بينما عفا الأنثى منها. وفرض الستر والحجاب على الأنثى والعفاف على كل منهما، وأجاز للمرأة الحلي والذهب بينما حرم لبس الذهب على الرجل... وهكذا لكل مورد ولكل فرد أحكام وتشريعات دقيقة جداً بحيث لو حاول أي نظام أو منهج أن يأتي بمثل هذه التفاصيل لا يستطيع شملها وجمعها.

الدور والوظيفة في الأسرة بين الواقع والتجربة:

عندما يشاهد الطفل دور والدته ووالده بما يتناسب مع طبيعته كأنثى أو ذكر، يترك ذلك أثرًا في نفسه ويوازن استقراره النفسي والعاطفي لأنه يحاكي طبيعته الفطرية وحاجاته.
فللأسرة أثر مباشر على الأبناء شئنا أم أبينا، فالولد الذكر في الأسرة يحتاج لنموذج يقتدي به، عندما يشاهد والده يذهب للعمل ويتحمل العناء ويقوم بالأعمال الصعبة والقرارات المهمة ويتحمل المسؤوليات الكبيرة ويساعد في نفس الوقت الأم الرقيقة ليخفف عنها أعباء العمل، كل هذا يبني في الولد أساسًا مهمًا لشخصيته ودوره المستقبلي.
والبنت كذلك في المقابل ترى والدتها نموذجًا تحتذيه، وما تراه من أبيها كذلك نموذج للأب ودور الرجل النموذجي في بيته، ولم يدعُ الإسلام لجلوس المرأة في بيتها وانشغالها بشؤون المنزل فحسب، بل النماذج الإسلامية عبر التاريخ أيضًا أعطت أمثلة على انشغال بعض النسوة في التجارة وفي التمريض وفي التبليغ والتعليم ..... إلخ من الأعمال التي تتناسب مع طبيعتها ولا تؤثر على شؤونها الأسرية.
هذه هي الأدوار التي دعا لها الإسلام. وإن كانت التجربة البشرية للنظرية الإسلامية ناقصة أو ضعيفه أو أسفرت عن نتائج غير ناجحة، فليس من الإنصاف اتهام الاسلام بالضعف أو التفرقة أو عدم المساواة، بل الضعف يكمن في تطبيق النظرية الإسلامية والمنهج الصحيح وتشويه المفاهيم وخلطها وعدم الفهم الصحيح للإسلام، إضافة إلى العوامل الخارجة عن سيطرة الفرد والمتعلقة بسياسة الدول وتوجيه الإعلام لأغراض أخرى...
وفي كل الأحوال، علينا أن نتساءل: هل علينا أن نعيد تجارب المجتمعات الأخرى التي أثبتت فشلها في كثير من الموارد أم يجب أن نلتفت إلى نقاط الضعف في كل تجربة ونتفاداها؟
حيث نبدأ بما انتهى إليه الآخرون؟


(١) مجلة البيان ربيع الآخر ١٤٢٠ه


الساعة الآن 12:06 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.