📇من ذاكرة التاريخ ( أحداث سنة 1400ه)
 

��من ذاكرة التاريخ ��
( عرض أحداث عام 1400هجرية)

منذ انطلاق الشرارة الأولى ، للثورة في الجمهورية الإسلامية في إيران عام 1399 هـ ، التي انبثقت من صميم الواقع الإسلامي الذي مهد للشعب الإيراني طريق التحرر و الانطلاق ، و دفع العالم كافة لليقظة والانتفاضة على الظالمين ، مما غير مجرى الأحداث في العالم ككل ، وسنذكر بعض الأحداث التي حصلت بعد الثورة الإيرانية في عام 1400 هـ
��حادثة الحرم المكي
في فجر الواحد من شهر محرم في عام 1400 هـ ، بدأت أحداث الحرم المكي عندما هجم جهيمان العتيبي مع زوج أخته الذي أدعى المهدويه عند مطلع القرن وزعم أنه مجدد القرن ، حيث استولى 200 مسلح على الحرم المكي ، فأصدرت فتوى من قبل السلطات تبيح اقتحام الحرم المكي بالأسلحة وبدأ الهجوم ، مما تسبب في سفك الدماء في باحة الحرم المكي و أودي بحياة الكثير من رجال الأمن السعوديين والمسلحين المتحصنين داخل الحرم .
وفي الرابعة عشر من شهر محرم في تمام الساعة العاشرة صباحاً من يوم الثلاثاء ، وبعد انقضاء أسبوعين على الحصار بدأ الهجوم واستمر حتى حلول المساء ، حيث تمكنت قوة سعودية مــــن الاستيلاء على الموقـــــع وتحرير الرهائن في معركة تركت وراءها نحــــــو 250 قتيلاً، وقرابة 600 جريح ، وتم إخراج الباقيين أحياء ، ومنهم جهيمان العتيبي الذي أعدم فيما بعد .

�� انتفاضة محرم
وفي السادس من شهر محرم في العام نفسه ، خرجت جموع الشيعة في القطيف إلى الشوارع في تحدي صريح للحكومة للمطالبة بالمساواة و إحياء الشعائر الدينية بحرية ، ممــا دفع شرطة الشغب لإطلاق الغاز المسيل للدموع ، وقام الحرس الوطني بقتل 20 شخصاً ، و جرح أكثر من 100 شخص ، واعتقل 600 شخص تقريبا ً، وقد تم إطلاق الرصاص على المتظاهرين .

��وفاة الشيخ محمد جواد مغنية
وفي نفس العام في الحادي والعشرين من المحرم ، و في مدينة بيروت ، توفي الشيخ محمد جواد مغنية ودفن جثمانه في أحد غرف مقام الإمام علي عليه السلام في النجف الأشرف ، جرياً على عادة دفن كبار المراجع والعلماء . كان الشيخ مغنية من العلماء المجاهدين عن الإسلام ، وقد كانت تربطه بالسيد الصدر علاقة قوية بالرغم من فارق السن بينهما ، حيث أنه قال واصفا ً للشهيد الصدر : " هذا الرجل أخرج النجف من الكتب الصفراء إلى الكتب البيضاء ، هذا الرجل عرف العالم على النجف الأشرف بعد أن كانت مطمورة" .

��استشهاد الفيلسوف الإسلامي الكبير آية الله الشيخ مرتضى مطهري قدس سره الشريف
وفي السادس عشر من شهر جمادى الثاني عام 1400 هـ ، استشهد في طهران الفيلسوف الإسلامي الكبير والعالم الديني المجاهد آية الله الشيخ مرتضى مطهري قدس سره الشريف ، على يد جماعة إرهابية انحرفت عن النهج الثوري الإسلامي وأطلقت على نفسها اسم ( فرقان ) ، إن زمرة المنافقين أطلقوا النار عليه ، وعلى أثر انتشار نبأ استشهاده ، أعلن الحداد العام في الجمهورية الإسلامية ، ودفن بجوار مرقد السيدة فاطمه المعصومة (عليها السلام ) في مدينة قم المقدسة .

�� الشهيد السيد محمد باقر الصدر
السيد الصدر من مواليد عام 1353 هجري ، و استشهد قدس سره الشريف وهو في 47 عاماً ، تم اعتقال الشهيد الصدر عدة مرات ، وكان يطلق سراحه في كل مرة ، وفي الثالث والعشرين من شهر جمادى الثاني في عام 1400 هـ ، خسر العالم الإسلامي خسارة لن تعوض ، بفقده علماً خفاقاً في سماء الإيمان والعلم والمعرفة .

تعرض الشهيد الصدر إلى الاعتقال عدة مرات ، ومن ضمنها الاعتقال الذي يسمى بثورة الوعي :
ففي التاسع عشر من شهر رجب في عام 1400 هـ ، اعتقل السيد الصدر ، وهنا بدأ دور الشهيدة بنت الهدى لتقف موقفاً بطولياً ، يعبر عن عمق الإيمان وإحساسها بخطورة المرحلة ، فخرجت من منزلها وذهبت إلى مرقد الإمام علي عليه السلام ، وهناك نادت بأعلى صوتها: الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الظليمة الظليمة ، أيها الناس هذا مرجعكم قد اعتقل ، فعلم الناس بالخبر وسرعان ما انتشر ، وما هي إلا ساعات حتى خرجت تظاهرة كبرى في مدينة النجف الأشرف ، مُعلنة عن سخطها واستنكارها لاعتقال الشهيد الصدر ، وما إن وصل الخبر إلى بقية المدن العراقية حتى خرجت تظاهرات واسعة في بعضها مثل بغداد والكاظمية ، وقد خرجت أيضاً تظاهرات في بلدان إسلامية أخرى مثل لبنان والبحرين وإيران ، وعندما عرفت السلطة خطورة الموقف سارعت الحكومة إلى إطلاق سراحه خوفاً من توسع رقعة المظاهرات وفرضت الإقامة الجبرية على السيد الصدر وعائلته بهدف منعه من الاتصال بالحركة الإسلامية وتمهيداً لتصفية أقطاب التحرك الإسلامي ، ومن ثم تصفية السيد الصدر جسدياً .
وتعتبر ثورة الوعي انتصارا ً يفتخر به ، لأنه تم إطلاق سراح الشهيد في نفس اليوم ، دليلاً واضحاً على نجاح هذه الثورة .

�� الاعتقال الأخير :
بعد مضي عشرة أشهر في الإقامة الجبرية اعتقل السيد الصدر ، في التاسع عشر من شهر جمادى الأول من عام 1400 هجري ، و ينقل أنه عندما جاءوا لاعتقاله طلب منهم أن يودع أهله ، ولكنهم قالوا له أن الأمر لا يستوجب ذلك ، فما هو إلا استجواب بسيط وسوف ترجع ، فقال لهم: وهل يضركم إذا ودعتهم ! فسمحوا له وقد اعتقلت معه أخته العلوية بنت الهدى .
بعد ثلاثة أيام من الاعتقال الأخير أستشهد السيد الصدر مع أخته بنت الهدى بنحو فجيع ، في مساء ذلك اليوم قطعت السلطة الجائرة التيار الكهربائي عن مدينة النجف الأشرف وفي ظلام الليل الدامس تسللت مجموعة من قوات الأمن إلى بيت السيد محمد صادق الصدر وطلبوا منه الحضور إلى بناية محافظة النجف ، وكان بانتظاره مدير أمن النجف فقال له : هذه جنازة الصدر وأخته ، وقد تم إعدامهما ثم نقل جثته بشكل سري إلى مقبرة وادي السلام.
ولقد أصدر الإمام الخميني حينذاك بياناً تاريخياً أعلن فيه استشهاد الصدر وأخته بنت الهدى .

��إعداد الطالبتان :
أم فيصل _ فاطمة قيصوم
(شهيد الفكر)1434ه_ 2014م