|| منتديات حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية ||

|| منتديات حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية || (http://bntalhuda.net/vb/index.php)
-   السائحون (http://bntalhuda.net/vb/forumdisplay.php?f=16)
-   -   رسول المحبة .. لسماحة الشيخ عبدالله النمر (http://bntalhuda.net/vb/showthread.php?t=102)

ام عبد الله السعيد 01-08-2014 10:25 PM

رسول المحبة .. لسماحة الشيخ عبدالله النمر
 
رسول المحبة

سأل رجل (اسمه ابو أسامه ) رسول الله (ص) عن بدء امره _ يقصد بدء النبوه واحسبه كان يتوقع ان يتكلم الرسول (ص) عن احوال دنيويه وفي عالم الدنيا ولكن الرسول (ص) اجابه قائلا (انا دعوه ابراهيم وبشرى عيسى ) ولنفهم مديات هذا الجواب يحسن ان نلاحظ هذه الامور
الامر الاول : معالجه العقده الانسانيه تجاه هذا الكون وفلسفه وجوده اذ ان الانسانيه _ وبتاريخها المديد لا زالت في مخمصة هذه العقدة وهي ( ما هي الحكمه في وجود هذا العالم ) وتصاغ هذه المشكله فلسفيا وكلاميا هكذا
ان مُوجود هذا العالم الغي ان كان اوجد هذا العالم لحاجه فهو محتاج اليه فالله محتاج وان كان اوجده لا لحاجه فالايجاد (لا لحكمه ) فهو عبث
الامر الثاني : الالتفات الى النصوص التي تعالج حكمه الايجاد وابرازها لعنصر الحب ومحوريته وموقعيته في عمليه الايجاد للخليقه والايمان في الدنيا والحساب في الاخره
منها في حكمه اصل الايجاد (كنت كنزا مخفيا فاحببت ان اعرف فخلقت الخلق لكي اعرف ) فسر الايجاد وهو محبه الله ان يعرف وليس وراء الخليقه شيء اخر
ومنها في محوريه الحب وفي موقعيته في تكامل الانسان وايمانه ماعن الرسول الاعظم (ص) ( لايكمل ايمان المؤمن حتى يكون الله ورسوله احب اليه من نفسه وولده )
وفي هذا المعنى ماورد عنه (ص) ايضا ( والذي نفسي بيده لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ولده ووالده والناس اجمعين ) فسبيل الكمال والايمان في مرحله الدنيا هو الحب لله ولرسوله
بل النصوص الشرعيه تجعل " الحب" هو الايمان والايمان هو الحب , فقد ورد عن الباقر (ع) [ الايمان حب , وبغض ] وعن الصادق ( ع ) [ وهل الايمان الا الحب والبغض ] وقال الباقر ايضا [ الدين هو الحب والحب هو الدين ] واخيرا وبالحب فقط نكون الاخره [حب علي حسنه لا تضر معها سيئه ]
الامر الثالث : ان الكائن الوحيد في هذا الوجود الذي استطاع ان ينطوي على هذه الكميه وهذا اللون من الحب هو شخص الرسول الاعظم صلى الله عليه واله حيث تمكن هذا الموجود الشريف ان يتسامى في محبته لله وبلغ ما لم يبلغه اي موجود اخر من الملك والانس والحب
وقد لا تسع هذه المقالة الوان الحب التي تجسدت في شخصه فشملت كل الموجودات فهو الذي كان يلهج بالدعاء ( اللهم زدني فيك تحيرا ) وكان قلبه حرم لله لم يسكن حرم الله غير الله حتى ( بلغ قاب قوسين او ادنى ) وخطى في عالم القرب والغيب ما لو قرب منه جبرائيل انمله لاحترقا
ثم انعكس ذلك على هذا العالم بالعطف واللطف والمحبه فكانت كل نبضاته ومشاعره تفيض بالحب لكل هذا الوجود , فاشعل روح الحب والوله في كل موجود يلابسه ويتعامل معه من الحجر الذي لم يتمالك ان سبح لله في يديه (ص) او الحنان التي تولهت محبه وتعشقا في رسول المحبه خوف الهجران , الى الحيوان الذي كان يأمن بين يديه ويشتكي اليه الى الانسان الذي لا يملك ان عرف جماله وجلاله الا ان يذوب عشقا وولها ومحبه له , حتى الملائكه التي اهتدت الى التسبيح والتهليل والتحميد بجماله ونور حقيقته
الامر الرابع : ان هذا الوجود استحق اصل وجوده ببركه نور محمد وجوده (ص) و( لولاك لما خلقت الافلاك ) فاصل وجودنا ببركه وجود الرسول (ص) والـفيض الالهي اولا بالذات لايجاد هذا النور وتبعا لذلك وجدنا وخلقنا
وبعد ذلك استمرار وجودنا انما يكون له معنى وقيمه , ببركه متابعته واشرافه على اعمالنا ( ان الاعمال تعرض على رسول الله (ص) ابرارها وفجارها ) كما ورد عن الرضا ( ع ) وورد عنهم ان الحسن يسر رسول الله (ص) والسيء يسيئه
فقد روى الصادق (ع) ان رسول الله (ص) قال لنفر من اصحابه ( ان مقامي بين اظهركم خير لكم , وان مفارقتي اباكم خير لكم , فقام اليه جابر بن عبدالله الانصاري وقال يارسول الله اما مقامك بين اظهرنا فهو خير لنا فكيف يكون مفارقتك ايانا خير لنا ؟ فقال (ص) اما مقامي بين اظهركم خير لكم لان الله عز وجل يقول ( وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم وماكان الله معذبهم وهم يستغفرون ) واما مفارقتي اباكم فهو خير لكم لان اعمالكم تعرض علي كل اثنين وخميس , فما كان من حسن حمدت الله تعالي عليه وماكان من سيء استغفرت لكم )
وخامسا : ان فوق كل هذا _ حيث هو (ص) السبب والاصل في وجودنا وهو السبب في اعطاء هذا الوجود محصله وقيمه ومعنى
هو (ص) المؤمل للنجاه والسبيل الى السعاده , فمتى ما احاطت النار والهلكه بالانسانيه وزفر زفير جهنم وشهيقها , وخرج منها عتق يحيط بالخلائق البر منهم والفاجر , وما خلق الله عبدا من عباده ملك ولا نبي الا وينادي نفسي نفسي
حينها الملاذ والملجئ الى رسول المحبه وصاحب القلب الشفيق حيث لا يشغله شاغل عن امته فيقول : يارب امتي امتي
( اللهي ليس لي وسيله اليك الا عواطف رحمتك ولا لي ذريعه اليك الا عوارف رحمتك وشفاعة نبيك نبي الرحمه , ومنقذ الامه من الغمه )


الشيخ عبدالله النمر

فاطمة الجشي 01-15-2014 03:47 PM

السلام عليك يانبي الرحمة .


الساعة الآن 03:03 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.