|| منتديات حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية ||

|| منتديات حوزة بنت الهدى للدراسات الإسلامية || (http://bntalhuda.net/vb/index.php)
-   السائحون (http://bntalhuda.net/vb/forumdisplay.php?f=16)
-   -   سؤال و جواب :التورة والنظام الإسلامي ، السؤال العشرون (http://bntalhuda.net/vb/showthread.php?t=100)

فاطمه عساكر 01-08-2014 04:31 PM

سؤال و جواب :التورة والنظام الإسلامي ، السؤال العشرون
 
سؤال وجواب؛ الثورة والنظام الإسلامي، السؤال العشرون

׏من المسلم به في كل نهضة تصبو نحو التكامل احتوائها على أصول ومبادئ لا يمكن تغييرها إذ بها قوام التوجه الذي تتبناه كما أنه لا بد لها من أمور متغيرة خاضعة للظروف المتغيرة مكانا وزمانا, نريد أن نعرف ما هي الأصول الثابتة للنظام الإسلامي والتي لا تقبل التغيير؟

إن حاكمية الشعب في النظام الإسلامي هي حاكمية الشعب الدينية، أي المرتكزة على رأي الإسلام، وهي ليست عقداً عرفياً، بل من صلب الرؤية الإسلامية الرجوع إلى رأي الأمة وإرادتها حيثما اقتضى الرجوع، ولذا فهي تبلور التزاماً إسلامياً، وليس على غرار الدول الديمقراطية حيث تلتزم بعقد عرفي يسهل نكثه؛ فحاكمية الشعب في نظام الجمهورية الإسلامية تكليف ديني، والمسؤولون يقيدهم تعهد ديني في الحفاظ على هذه الخصيصة ويتعين عليهم تقديم الجواب عنه أمام الله سبحانه وتعالى. وهذا مبدأ كبير من مبادئ إمامنا العظيم.

ومن مبادئ النظام الإسلامي العدالة الاجتماعية وإقرارها، واحترام حقوق جماهير الشعب العريضة وتقليص التمايز الطبقي، كما أن مكافحة الفساد الإداري والاقتصادي وسوء استغلال الإمكانيات التي توفرها السلطة للأفراد - سواء كان الاستغلال مادياً أو سياسياً - تعتبر من أصول الثورة التي يجب الالتزام بها، وكذا إسداء الخدمة للجماهير والمحافظة على استقلال البلاد على كافة الأصعدة والتصدي لتغلغل الأعداء ونفوذهم، تعتبر من أصول الثورة التي لا تقبل التغيير؛ فأصول الثورة وخطوطها الأساسية لا يطالها التغيير، ومظهرها جميعاً دستورنا الرفيع.

وبطبيعة الحال بوسع الحكومات والمسؤولين انتقاء خطط ومناهج متعددة لتطبيق هذه الأصول في مختلف المراحل، فأساس الثورة كإسلام يقوم على أحكام ثابتة وأخرى متغيرة؛ فثمة مجموعة من الأحكام لا تقبل التغيير وأخرى تتغير بتغيّر الظروف؛ وهكذا الثورة إذ إن الاجتهاد ميزة تتيح أمام المسؤول إمكانية اتخاذ المناهج والسبل والخطط السليمة بما تقتضيه الظروف، وبطبيعة الحال فإن اختيار الأسلوب أو الاجتهاد غايته العثور على منهج جديد ومناسب، وهو ليس كبدعة الجاهل ودعوة إعادة النظر، بل هو شأن من يمتلك القابلية على الاجتهاد في هذا المضمار. وفي ضوء هذا تأتي رسالة الاجتهاد والمجتهد في النظام الإسلامي؛ ونحن إذ نتمسك من ناحية بالأصول، نرفض التحجر والجمود على الثورة بدعوى التمسك بالأصول، فثمّة أصولية قائمة لكنها ليست تحجراً ولا تزمّتاً ولا جهلاً بتبدّل الظروف، ومن ناحية أخرى ينبغي عدم السماح للبدع ودعوات إعادة النظر بالنشاط والتحرك الضار المدمر بذريعة الاجتهاد والتغيير.

هذا هو الخط اللاحب لإمامنا العظيم.. وعليه فأصولنا ثابتة ومن بينها: العدالة، وحاكمية الشعب، والاستقلال، والدفاع عن حقوق الشعب على كافة الأصعدة، والدفاع عن حقوق المسلمين وعن كل مظلوم في أية بقعة في العالم، ومكافحة الفساد والظلم والغطرسة؛ وهذه لا تقبل التغيير، بيد أن اختلافاً في الأساليب ربما يطرأ تبعاً لاختلاف الأوضاع والظروف.

لقد رسم الإمام مبادئ الثورة وأطرها بإتقانٍ ودقّة ووضوح لئلا تستطيع القوى السلطوية في العالم هضم هذه الثورة في ماكنتها الثقافية والقضاء عليها كسائر التغييرات السياسية؛ فما يجدر بشعبنا معرفته والتمسك به هو هذه الأصول الثابتة، وربّما يتبيّن عجز الوزارات أو مجلس الشورى أو السلطة القضائية في مجالات شتى ولا يتحقق هدف ومرام الثورة والنظام الإسلامي، لكن هذا العجز راجع للمتصدين والمنفّذين، غير أن أعداء النظام يلصقون بالنظام ما يطرأ من ضعف في أي من الأجهزة وللأسف.

إن النظام يقوم على قواعد محكمة وخطوط واضحة، وإن الاستدلال والمنطق الذي يدعم المفاصل الرئيسة للنظام ممّا يتعذر التشكيك به، وعلى المسؤولين والمتصدين في مختلف قطاعات النظام الإسلامي - في السلطة التشريعية أو التنفيذية أو القضائية أو في القوات المسلحة وكل من تصدى للعمل في أي مرفق - علاج حالة الضعف لديهم، وإن طريق بلوغ هذا الشعب نحو السعادة يكمن في تطبيق المبادئ التي اختطّها الإمام العظيم وجرى تثبيتها في الدستور وأعلن الشعب وفاءه لها مرات ومرات؛ ولقد اتّضح أن العدو إنّما يناهض هذه المبادئ وكل ما يوصد الأبواب بوجه نفوذه؛ والعدو يسعى للتسلّل من منافذ عديدة، وما على الشعب الإيراني وبالذات المسؤولين إلاّ التحلي بالوعي، وقد أثبت شعبنا العزيز وعيه على مر هذه السنين والتزامه بهذا الأمر والحمد لله([1]).


الساعة الآن 06:39 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.